تتمتع بقدرة على الرؤية الواضحة خلال ساعات النهار، أما في ساعات الليل وخاصة وقت القيادة، تعاني من تشوش الرؤية وصعوبة في تمييز الألوان ومصدر الأ ضواء على الطريق، وتظن كثيرًا من الأحيان أن ذلك نتيجة الإجهاد والتعب طوال اليوم؟!. 

هذا ليس إجهادًا، فلو كان كذلك لن يتكرر حدوثه كل ليلة. إنما أنت تعاني من ضعف الرؤية الليلية، والتي عادة ما تصاحب قصر النظر. ومن أهم أسباب ضعف الرؤية الليلية، تضرر شبكية العين.

ما سبب ضعف النظر في الليل؟

يعود السبب الرئيسي في ضعف النظر الليلي إلى وجود ضرر في الخلايا القضيبية والمخروطية في شبكية العين، المسؤولة عن توضيح الرؤية في الظلام، وفلترة الضوء المستقبل، وإظهار الصورة بوضوح. كما توجد عدة أسباب أخرى تؤدي لذات المشكلة، ومنها:

خلل وظائف القرنية

ينتج عن خلل وظائف القرنية ما يسمى باللابؤرية، وهي عدم تناسق أشعة الضوء الأفقية والرأسية، التي تعمل على تباين الصورة عند رؤيتها. ويتسبب هذا الخلل في عدم وضوح الرؤية الليلية، وعدم القدرة على تمييز الألوان، الأرقام، والأحجام.

عادة ما يحدث ذلك الخلل الوظيفي للقرنية نتيجة إصابات العين بالتقرحات، قصر النظر، الصدمات، والعوامل الوراثية التي ينتج عنها اتساع حدقة العين، التي تزيد من عدم القدرة على الرؤية، وتشوه الصور. لذلك عادة ما ينصح الأطباء في تلك الحالة بارتداء نظارات الرؤية الليلية، للقدرة على الإبصار السليم.

التهاب الشبكية الصباغي

أهم أسباب ضعف الرؤية الليلية وأكثرها شيوعًا بين المصابين به. فالشبكية هي العامل الرئيسي في تنظيم البصر، وتوضيح الرؤية، والحد من مجال الإبصار. وعادة ما تكون نتيجة خلل وراثي بنسبة 50%، بالإضافة إلى العوامل البيئية التي تساهم في تفاقم تضرر الخلايا البصرية، مما ينتج عنه فقد القدرة على الرؤية، وربما فقدان البصر، عند تجاهل علاجه.

الضمور البقعي

يحدث الضمور البقعي نتيجة إصابات العين وتأثيرها على الشبكية، لتتكون بقع سوداء في مجال الرؤية، ينتج عنها حدوث التشوش وعدم القدرة على إدراك الصورة كاملة، وضعف النظر تدريجيًا. عادة ما يؤثر ذلك المرض على قدرة الشخص في القيادة، القراءة، السير ليلًا، وتصفح الهاتف، والشاشات الإلكترونية المختلفة.

قصر النظر

كما ذكرنا من قبل يرتبط ضعف النظر الليلي بشكل مباشر مع قصر النظر، فهو عادة ما يكون أكثر أعراض القصر شيوعًا. مما يؤدي إلى ضبابية الرؤية عن بعد، وعدم القدرة على تمييز الصور القريبة، بدون استخدام النظارات الطبية المخصصة لقصر النظر.

ومن الجدير بالذكر أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بقصر النظر، والذي وصل عددهم وفقًا للإحصائيات في آسيا إلى ما يقارب من 90% من الأطفال، والذي قد يؤدي إهمال الكشف الطبي وعلاجها إلى الإصابة بمرض الجلوكوما.

تلف العصب البصري الصامت( الجلوكوما)

أشد الأسباب خطورة، والدليل الأول لخطر فقد البصر، نتيجة عدم قدرة الأعصاب البصرية على إرسال إشارات الرؤية بطريقة منتظمة بين العين والدماغ، نتيجة تراكم السوائل وضغطها على عصب العين.

وهو من الأمراض الخطيرة التي لم يتوصل العلم إلى طريق لعلاجها حتى الآن، والتي عادة ما تبدأ أعراضها في صمت، ثم تتفاقم الأعراض لتؤدي بالبصر.

نقص فيتامين A

ذكرت بعض الأبحاث أنه يمكن لنقص فيتامين A، التسبب في ضعف الرؤية الليلية. وهو الفيتامين المسؤول عن مد العين بالعناصر الغذائية المسؤولة عن تحسين الرؤية، وحماية العين من التقرحات والإصابات المختلفة.

مرض السكر

عادة ما تجد أصحاب مرض السكر، يعانون من مشكلات في حاسة البصر، والتي تكون نتيجة ارتفاع السكر في الدم، وتأثيره على الشبكية، للشعور بعدم وضوح الرؤية، اتساع مساحة الضمور البقعي، والرؤية غير المنتظمة. 

إعتام عدسة العين

يعد ضعف الإبصار الليلي واحدًا من أعراض إعتام عدسة العين، المسؤولة عن مرور الصورة البصرية من الدماغ إلى العين. وهي أيضًا المسؤولة عن توضيح الرؤية بشفافية أثناء القراءة أو القيادة الليلية. ولكن في حالة حدوث خلل بها يصعب تمييز الصور، والتشويش الشديد. 

قد تساعد النظارات المضادة للوهج والمسؤوله عن تحسين الرؤية الليلية، في تخفيف تلك المشكلات في حالة الإعتام الجزئي للعدة والتي ينصح الأطباء بضرورة استخدامها، عند الحاجة الضرورية للقيادة الليلية. 

أعراض ضعف الرؤية الليلية

يظهر ضعف الرؤية الليلة أو ما يعرف باسم العشى الليلي، في عدد من الأعراض الرئيسية والتي يسهل عليك إدراكها، ويلزم عليك ارتداء نظارات القيادة الليلية، لحين التوجه إلى طبيب العيون، لمعرفة سبب إصابتك بها وعلاج المشكلة، قبل تفاقم الأمر وفقدان النظر.

وتتمثل تلك الأعراض في:

1. عدم القدرة على تمييز العلامات والإشارات بالطريق.
2. الصداع عند المحاول في تركيز عينيك على نقطة محددة.
3. ضبابية الرؤية عند التعرض لضوء مباشر.
4. ظهور بقعة سوداء في مجال الرؤية.
5. انخفاض حدة الألوان.
6. الرؤية المزدوجة.
7. تصدع العين وألمها.
8. تشوش الرؤية عن بعد.

 كيف يتم تشخيص ضعف الرؤية الليلية؟

يتم التشخيص النهائي للإصابة بضعف الرؤية الليلية بعد الكشف الشامل على وظائف العين، وخلايا حاسة الإبصار بها، مع التعرف على التاريخ الوراثي للمريض، لمعرفة السبب وراء تلك الإصابة.

كما تتمثل عملية التشخيص في قيام الطبيب بعدد من الاختبارات التي تعمل على قياس:

1. حدة النظر: وهو الكشف التقليدي الذي نخضع له جميعًا لمعرف أن كنا نعاني من ضعف النظر أم لا.
2. الكشف على سلامة العدس: وذلك عن طريق توجيه الضوء المباشر للعدسة، وتحديد إن كانت مصابة بأجزاء معتمة أم لا.
3. اختبار الشبكية: وهو المسؤول عن اكتشاف مدى تضرر الشبكية، وأن كانت الأعصاب البصرية بها معرضة للتلف أم سليمة.
4. اختبار حساسية الضوء.
5. قياس ضغط العين.

من ثم يبدأ في تحديد سبب المشكلة وطريقة علاجها، في حين التأكيد على ضرورة ارتداء النظارات المضادة للوهج، لتخفيف حدة الأعراض المزعجة.

وعادة ما ينقسم العلاج إلى تناول الأدوية العلاجية المسؤولة عن تقوية الأعصاب الدماغية المسؤولة عن تمرير الرؤية من الدماغ إلى العين والعكس، مع وضع القطرات الطبية المهدئة لآلام العين، وفي بعض الحالات قد يلزم التدخل الجراحي.

طرق الوقاية من العشى الليلي

يمكنك حماية عينيك من الإصابة بالعشى الليلي عن طريق اتباع بعض المحاذير التي قد تساعدك على الوقاية من تلك المشكلة، أو على أقل تقدير الحد من قوتها. ولكنها لا تساعد في حالات الضعف الوراثي.

وتتمثل طرق الوقاية من الإصابة بضعف الرؤية الليلية، في:

1. تناول المأكولات المقوية للنظر، والتي تحتوي على كمية كبيرة من فيتامين أ مثل: الجزر، البيض، اللبن، السبانخ، والشمام.
2. الفحص الدوري للعين، وذلك للقدرة على اكتشاف المشكلات في بداية ظهورها والقدرة على علاجها بطريقة فعالة.
3. ارتداء النظارات الطبية المضادة للوهج، وعادة ما تكون نظارات شمسية، ذات عدسات مطلية بطبقة حماية فائقة الدقة. وتعمل على عكس الأشعة البنفسجية الضارة للشمس من جميع الجوانب، وحماية العين من خطر الإصابة الإعتام.

ويتوافر من تلك النظارات درجات حماية مختلفة، كما لا ترتبط بشكل إطار محدد ليسهل ارتدائها.

1. المواظبة على الأدوية العلاجي في حالة الإصابة بالسكر أو الضغط المرتفع لتفادي الوقوع في خطر الإصابة بضعف الرؤية الليلية.

 هل يمكن أن يكون ضعف النظر الليلي خطرا؟

بالتأكيد قد يكون ضعف النظر الليلي خطرا، عند تأثيره بشكل كبير على مجال الرؤية، أثناء القيادة، القراءة، السير في الأماكن العامة، بالإضافة إلى خطر فقدان البصر عند تجاهل علاج المشكلة. أما في حالة إدراك أسبابه والعمل على حماية العين بارتداء النظارات الواقية يمكنك تدارك مخاطرة.

أسئلة ذات صلة

كيف يرى مريض ضعف الرؤية الليلية؟

يرى الأشياء غير واضحة، ومشوشة. كما يصعب عليه رؤية الأضواء في الأماكن المظلمة.

كيف اعرف اني اعاني من نقص فيتامين أ ؟

عن طريق إجراء التحاليل المخبرية، والمتابعة مع الطبيب.

ما هي الفواكه التي تحتوي على فيتامين A؟

هناك العديد من الفواكه التي تحتوي على فيتامين A، مثل: المانجو، الشمام، والمشمش.